المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٩

عبء و ميراث

مغمض العينين في الزاوية على سرير بالعناية المركزة، سرير مرت عليه ألف حكاية و حكاية،شيخ كبير يستفيق من مخذر العملية و يحاول العودة للحياة من جديد ،يبكي ساقه المبتورة بألم و صمت رافضا فتح عينيه فهو لم يتقبل الأمر . يتهامس أبناءه من حوله بكلمات مفهومة لم يحن أوانها بعد  ،فأدرك بأنه أصبح عبئا عليهم. تذكر شبابه الذي مر بسرعة ،شقاء و جري وراء لقمة العيش و كهولة أضنتها مشاكل أبناء أنانيون إعتادو العيش السهل، فقست قلوبهم ،يتسائل إن كان أذنب في حبه الكبير لهم. يحس بين الحين و الآخر بلمسة إبنته الحنونة تمسح جلده الشاحب المنكمش و تبلل شفتاه الجافتان بالماء ،فيشتاق لضمها و يحمد الله لأنها لم تعد بحاجته فزوجها رجل طيب . إعتصر قلبه الحزين و إبتلع ريقه المر مرارة الحديث  أخذ نفسا عميقا وتأوه من الحسرة و كأن بتر الساق لم يكن كافيا فٱرتفع ضغطه،وسائت حالته. مغمض العينين في الزاوية شيخ لم يعد للحياة من جديد فأحبته ليسوا بحاجته يكفيهم ما بقي في حوزته ، يتقاسموه و يئدون سيرته،فالأطباء اللذين بتروا ساقه كانوا أحن عليه من أبناء بتروا قلبه. عبء و ميراث