برا، مابرا، المقبرة

 


حكاية شعبية من تأليفي، كتبتها بالدارجة، مستوحاة من مثل شعبي عندنا في المنطقة، معنى المثل حقيقي لقصة حقيقية لا أعرف تفاصيلها، ولكن الوالد رحمه الله كان يحكينا كل مرة، عن شخص توفي وقاموا بقراءة الحرز الموجود تحت وسادته والجملة المذكورة في العنوان كانت مكتوبة فيه لذا قررت كتابة خرافة عن المثل لطلب من إبني، أثناء حملة قامت بها إحدى الجمعيات لجمع التراث اللامادي للمنطقة، قراءة ممتعة.

من حكايات زمان، الي ما مثلها حتى فنان، وكان دايما يحكيها الوالد وهو فرحان، بنعمة العلم والمعرفة، ويقولي يا بنتي الخداع يقول :الله يكثر الطنوحه باش يعيشوا القافزين.
ومين كان الجهل طاغي، كانوا الناس البسطاء، ضحية ساهلة للخداعين.
كان في وحد الحومة ناس ڨلالين، وماشي متعلمين وبينهم واحد قافز وحرامي وقاري شوية، كانوا يشاوروه في كل شيء ويحل مشاكلهم ويسڨم أمورهم، وشوية شوية لبسوه عمامة وصار كبير الحومة، داع صيتو بين الناس الجاهلين وجاولو من كل مكان، تمكن منو الشيطان وغررو، زعزعو على طريقو، صار يروح للولية الصالحين ، بذبح الطيور ويقدمها قرابين، ويكتب الكتوب والحرز للمهمومين والمحسودين، يعطيها للناس تعلقها، باش تحميهم من العين وصارت تجيه الهدايا في كل حين من كل جهة، وفي يوم طلب منو واحد من القانطين يكتبلو حرز لوليدو الحزين، باش يبرا من مرض لازمو من سنين، وخذاه لمرتو وهو فرحان وقالها: يامرا! جبتلك حرز من عند الشيخ فلان، هذا فالماء حطيه ودوشيلو بيه، وهذا تحت راسو خليه، وبات يحلم بوليدو يقرا ويلعب وصحابو دايرين بيه، طلع النهار والديك يناديه: يا النايم تفكر بلي ليك رب تناجيه، لي وليدك راهو رجع ليه، قام من فراشو مفزوع: واش صرا ليه؟ ووقف مهزوم ومصدوم (إنا لله وإنا إليه راجعون) بقى تحت الصدمة ورافد الحرز بين يديه، وراح للإمام يقرالو واش مكتوب فيه، قراه الإمام وماعرف واش يقول ليه، مصيبتو بفراق وليدو تكفيه: توضى يا وليدي وتوب لربي وإرجع ليه، يغفرلك ويهديك طريق تمشي عليه، هذا شرك عظيم وقعت فيه، تناجي المخلوق وتنسى الخالق؟ جملة (برا ما برا المقبرة) يكتبها لكل مريض يلجأ ليه، عارف بضعفوا ما يقدر يداويه، وأنتم يا مصليين يا أهل النية و الخير، يا لي قلبكم على دين الاسلام ماعاد يغير، أنتم لي جبرتوه وقويتوه، وأنتم لي قادرين هذا الجهل علينا تنحوه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

يا شيخ يا حزين

و قالو عني عانس